لست معتاداً على الحديث عن نفسي، ليس لأنني فاقد للثقة والعياذ بالله، بل ربما لأنني أنتمي للمجتمع العربي والذي دائماً يردد هذه الجملة (أعوذ بالله من كلمة أنا)!
ولكن،، مع مرور السنوات وبعد أن تلقيت (اللكمات!) من الحياة الدراسية والجامعية والعملية اكتشفت بأن النجاح لا يأتي إلا للشخص الشجاع الذي يرفع صوته بكل قوة دون أن يكترث لانتقادات الآخرين قائلاً (أنا هنا)!
منذ أن قررت في صيف 2016 تأسيس برنامج يوتيوبي يحمل عنوان (#مع_ريان_الجدعاني) تلقيت بعض الانتقادات لأن برنامجي ركز على موضوع يحاول الإعلام العربي جاهداً إخفائه ومحاربته بقوة وهو (الرياضة النسائية)، وتحديداً كرة القدم النسائية، ولكن في المقابل وجدت الدعم والتشجيع من كثير من أصدقائي وأيضاً من المحبين للرياضة النسائية، وتحديداً من لاعبات وإدارات الأندية النسائية اللاتي يشتكين من تجاهل الإعلام العربي للرياضة النسائية.
وربما قد يتسأل البعض،،
لماذا "السعودي" ريان الجدعاني يهتم بكرة القدم النسائية؟
في حقيقة الأمر، أحد زملائي في العمل قال لي بالحرف الواحد: "سعودي ويهتم بالكرة النسائية! بلادكم حتى الآن تمنع نسائكم من قيادة السيارة!".
ربما غاب عن زميلي معلومة مهمة وهي أن بلادي المملكة العربية السعودية شاركت بفتاتين في أولمبياد لندن 2012 وهن لاعبة الجري سارة العطار، لاعبة الجودو وجدان شهرخاني، ثم في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 أربع لاعبات وهن لاعبة الجري كاريمان أو الجدايل، لاعبة المبارزة لبنى العمير، لاعبة الجودو جود فهمي، ولاعبة الجري سارة العطار.
بعيداً عن موضوع عدم قيادة المرأة السعودية للسيارة، بدأت حكومة بلادي تهتم في تمكين المرأة بمختلف القطاعات، ومنها القطاع الرياضي، بدليل قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود في منصب وكيل الرئيس للقسم النسائي بالهيئة العامة للرياضة، لتكون مهمتها صناعة القاعدة الصلبة للرياضة النسائية في البلاد.
أما عن سبب اهتمامي للرياضة النسائية في الخليج العربي والعالم العربي بشكل عام، فانني أبحث عن نهضة شاملة للرياضة النسائية في منطقتنا العربية، لأنني أؤمن بأن الأوطان الناجحة هي الأوطان التي تحقق الانجازات في مختلف المجالات ومنها المجال الرياضي.
من المهم أن نهتم بنهضة المرأة العربية، لأن المرأة هي من تربي النصف الآخر من المجتمع، فنجاح المرأة في مجال الرياضة سيسهم بكل تأكيد في نجاح المنظومة الرياضية بشكل كامل، لا يمكننا أن نرى دولة ناجحة رياضياً دون وجود المرأة، فالدول العملاقة كألمانيا وفرنسا والبرتغال وبريطانيا نجحت في صناعة بنية تحتية صلبة في مجال الرياضة بفضل تعاون كلا الجنسين، بعكس أوطاننا العربية التي لا تزال تسير بالعكاز لأنها اعتمدت على قدم واحدة! على الذكور فقط!!
من هنا،،
أحاول جاهداً في رفع وعي المجتمعات الخليجية والعربية تجاه أهمية الرياضة النسائية عبر تسليط الضوء عليها وعلى واقع الكرة النسائية العربية، وطبعاً لن ينجح البرنامج وأيضاً هذه المدونة البسيطة إلا بتفاعل وتكاتف سيدات العرب من الخليج إلى المحيط.
ختاماً،،
لنبدأ الآن في السير نحو مستقبل أفضل للرياضة النسائية في عالمنا العربي ^_^
أخيكم،، ريان الجدعاني
لمشاهدة حلقات البرنامج:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLFbt0ZVPbXWIZT2LdkJ5I6jjkXOxDgbAZ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق