الاثنين، 29 مايو 2017

سولو الأمريكية.. سولو العربية!



كتب - ريان الجدعاني 

فتحت حارسة مرمى منتخب الولايات المتحدة الأمريكية للسيدات هوب سولو قضية صعبة ومعقدة بالنسبة للمجتمع الأمريكي الذي دائماً ما يتغنى بمبادئه الديمقراطية والمساواة بين جميع فئات المجتمع وتحديداً بين الجنسين (الذكور والإناث)، فالقضية تتعلق بتمييز الاتحاد الأمريكي لكرة القدم ضد المرأة، وتحديداً، ضد منتخب أمريكا للسيدات من ناحية المكافئات والجوائز المالية التي لا ترقى لمستوى لاعبات حققن الانجازات الكبرى على المستوى الدولي.
فالحارسة سولو تنتمي لمنتخب حقق بجدارة واستحقاق كأس العالم للسيدات ثلاث مرات أعوام 1991 بالصين و1999 بأمريكا و2015 بكندا، بجانب حصده الميدالية الذهبية في أربع دورات أولمبية وهي 1996 بأتلانتا الأمريكية و2004 بأثينا اليونانية و2008 ببكين الصينية و2012 بلندن البريطانية، بعكس منتخب أمريكا للرجال الذي فشل في تحقيق أي لقب عالمي منذ 1930 إلى وقتنا الحالي ولكنه يتحصل على مكافئات مالية تفوق ما تتحصل عليه بطلة العالم سولو الذي اضطرت مع أربع لاعبات بالمنتخب النسائي على رفع شكوى رسمية ضد الاتحاد الأمريكي لكرة القدم بتهمة التمييز ضد المرأة!
بعيداً عن قضية سولو والاتحاد الأمريكي، تعاني اللاعبات العربيات من مثل هذه القضايا والتي تتعلق بضعف المكافئات المالية مقارنة باللاعبين الرجال الذين يتلقون الاهتمام من اتحاداتهم المحلية، أنا هنا لا أتحدث عن الأندية المحلية والدوريات المحلية التي تتلقى من شركات الإعلانات الأموال الباهظة، بل يتعلق حديثي بـ(الاتحاد المحلي) المطالب بتطبيق مبدأ المساواة مع كلا الجنسين في ما يتعلق بالمعسكرات الخارجية وتوفير المباريات الودية التي تساعدهم على التطور أسوة بمنتخب الرجال، ولا ننسى أيضاً المكافئات المالية التي تعتبر من أساسيات حقوق المنتخبات النسائية في العالم العربي.
في إحدى الدول العربية، دون ذكر اسمها، تتلقى لاعبات المنتخب النسائي على مكافئة الانتصار في المباريات والتي لا تتجاوز لكل لاعبة (250 فقط!) وطبعاً لن أذكر أسم العملة حتى لا تُعرف هذه الدولة، ولكن في المقابل نجد مكافئات أشقائهم الرجال تنقسم إلى ثلاث أقسام وهي: (5000) لكل لاعب في حالة الفوز، (2500) لكل لاعب في حالة التعادل، (1000) لكل لاعب في حالة الخسارة!، حيث تهدف مكافئة الخسارة إلى شكر اللاعبين على انضمامهم للمنتخب وتحملهم مشقة السفر!، وكأن لاعبة الكرة مجرد "باتمان" لا تتعب من مشقة السفر لتكون بلا مكافئة التعادل أو الخسارة!!
ختاماً.. في عالمنا العربي لدينا أكثر من هوب سولو تطالب بحقها في المساواة مع الرجال في المكافئات المالية، ولكن الفرق بين سولو الامريكية وسولو العربية، هي أن الإعلام الأمريكي دعم مطالب سولو الواقعية لأن الإعلام الأمريكي واعي في المجال الرياضي ويعلم بأن الوطن في مجال الرياضة ينهض عبر رجاله ونسائه سوياً دون تمييز أو مجاملة، بعكس سولو العربية التي لو "فتحت فمها" فأنها ستجد نفسها محرومة من مكافئة (250) وأيضاً محرومة من ممارسة كرة القدم مرة أخرى وسط تجاهل تام من الإعلام العربي الذي لا يزال يرى بأن مكان المرأة هو المطبخ!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لماذا #مع_ريان_الجدعاني ؟

لست معتاداً على الحديث عن نفسي، ليس لأنني فاقد للثقة والعياذ بالله، بل ربما لأنني أنتمي للمجتمع العربي والذي دائماً يردد هذه الجملة (أع...