اختتمت قبل يومين منافسات كأس أمم أوروبا للفتيات (تحت 19 عاماً) في سلوفاكيا بفوز مستحق لفتيات فرنسا باللقب على حساب فتيات إسبانيا بنتيجة 2-1 في اللقاء النهائي والذي شهد متابعة إعلامية واسعة من جميع وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية أيضاً، بعكس الإعلام العربي الذي يقضي عطلته الصيفية بعد عمل مرهق مع بطولتين ضخمتين لفئة الرجال وهما كأس أمم أوروبا بفرنسا وكأس كوبا أميركا بالولايات الأمريكية.
تجاهل الإعلام العربي لبطولة أوروبا للفتيات أغضب إحدى زميلاتي الإعلاميات في الخليج العربي التي تعمل بجد في حقل الإعلام الورقي والإلكتروني لرفع وعي المجتمع العربي تجاه الرياضة النسائية وتحديداً كرة القدم النسائية التي لا تجد حتى الآن التقدير اللائق من قبل المؤسسات الرياضية بالبلدان العربية وأيضاً من الإعلام العربي.
في مقالاتي السابقة انتقدت الإعلام العربي لتقصيره بحق الرياضة النسائية، ولكن هذه المرة سأضع اللوم على زميلاتي الغاضبة من الإعلام العربي وأيضاً على بقية زميلاتها اللاتي يتحملن جزء من المسؤولية بسبب تقصيرهن بحق الرياضة النسائية!، قد يكون كلامي مفاجأ لأن الكل يعتقد بأن الإعلامية الأنثى ستتعاطف تلقائياً وفطرياً للرياضة النسائية والدفاع عنها، ولكن عاب على زميلتي في المهنة وأيضاً على بقية الزميلات العزيزات بأن دعم الرياضة النسائية يكون بالتعصب لها تعصباً حقيقياً لا تمثيلاً!!
لتوضيح الأمر، دائماً أجد زميلتي الإعلامية تكتب عدة مقالات عن لاعبيها وأنديتها المفضلين مثل ليونيل ميسي وكرستيانو رونالدو وبرشلونة وريال مدريد وبايرن ميونخ، مقابل حفنة من المقالات التي تتناول الكرة النسائية بسطحية مع بعض الكلمات المحزنة على شاكلة.."أرجوكم يا رجال أدعموا كرتنا"!
زميلاتي العزيزات.. إذا أردتن رفع شعبية كرة القدم النسائية في عالمنا العربي عليكن التعصب للكرة النسائية، بحيث لا تخرج مقالاتكن وندواتكن ومحاضراتكن عن مواضيع الدوريات والمسابقات النسائية، أي أن تتخلص زميلتي الإعلامية من هوس ميسي وكرستيانو وتتعصب للكرة النسائية لتكون مقالاتها منارة تسلط الضوء على اللاعبات المبدعات في الكرة النسائية كالأمريكية أليكس مورغان واليابانية يوكي اوغيمي والمدربة الألمانية سيلفيا نيد، وعربياً الإماراتية الجليلة النعيمي والمدربة المغربية لمياء بومهدي.
حان الوقت لنرى الإعلاميات يصدرن تقارير صحفية تتحدث بإسهاب عن الدوري الانجليزي للسيدات، وتحليل مباريات دوري أبطال أوروبا للسيدات، والتدقيق على الخطط الاسترتيجية (التكتيك) للمنتخبات النسائية المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية 2016، والبحث عن سبل تطوير اللاعبة العربية لكي تتمكن من الاحتراف إلى الدوريات النسائية القوية كالدوري الأمريكي والألماني والفرنسي.
زميلاتي العزيزات.. أنا لا أجبركن على مقاطعة الكرة الرجالية ومحاربتها بل أنصحكن بإعطاء الكرة النسائية حقها في صحفكن الورقية والإلكترونية ومؤسساتكن الإعلامية، حتى ينعكس عملكن الإعلامي إيجاباً على أوطانكن وتحديداً لمجال الكرة النسائية التي سترتفع شعبيتها تدريجياً في مجتمعكن.
ختاماً،، زميلتي الإعلامية المتعصبة لمهارات ميسي وكرستيانو.. تعصبي للحارسة الأمريكية هوبي سولو والمهاجمة الألمانية آنيا ميتاغ، لأنهن لا يقلن موهبة وبراعة عن نجومك الرجال، ولكن الفرق يكمن في أنهن لا يجدن التعاطف من بنات جنسهن المتعصبات للكرة الرجالية.